طريقة بسيطة وفعالة للإقناع |
قد يكون هناك فكرة أو وجهة نظر سليمة ورائعة ولكن يتم عرضها بأسلوب ضعيف أو بطريقة تفتقد التأثير في المستمعين فلا يبالي بها أحد ولا تحظى بالأهتمام الذي تستحقه .
في حين إستخدام أسلوب قوي وطريقة فعالة لعرض فكرة أخرى قد تكون أقل قيمة من الفكرة السابقة ولكنها تجد طريقها إلى من يسمعها وتحظى بكثير من الأهتمام .
فكيف يمكن عرض الفكرة بطريقة قوية وفعالة ؟
إليك بعض الخطوات التي يستخدمها معظم المتحدثين المفوهين والبارعين بقصد أو بدون قصد فمن لديه مهارات الإقناع وفن الكلام تجده يستخدمها من تلقاء نفسه ويمكنك أخذ تلك الخطوات في الأعتبار بالترتيب الآتي .
1 . الوقت المناسب .
فإذا كنت ستبادر بالحديث وتبدأ بالكلام فأختار أفضل وقت تبدأ فيه وأنسب لحظة تنطق فيها فمن الصعب أن تقنع شخص بفكرة أو بشيىء جديد وهو غير مستعد أو مشغول في عمل آخر أو مزاجه في تلك اللحظة لا يسمح بذلك وإن كنت غير متأكد هل الوقت مناسب أم لا فيمكنك سؤال الشخص مثلاً أن تقول له هل أنت مشغول بعمل شيىء الآن ؟ أو هل لديك عمل سوف تقوم به الآن ؟ .
ويجب أن تأخذ في الأعتبار أن اجابته بـ " لا " ليست كافية بل يجب عليك أن تستشعر أن مستعد لكلامك ولإستماع حديثك فعلاً لأنه من الممكن جداً أن يكون بالفعل لديه عمل وقال لك " لا " حتى لا يحرجك .
2 . أبتسم وأمزح معه أو أمدحه .
فبداية الكلام في موضوع هام وجاد تحتاج إلى شيىء من التمهيد والتدرج في الحديث حتى يحدث ارتياح نفسي ويتم تقبل باقي الحديث بسهولة وبسلاسة .
إن إقناع الاشخاص أو التحدث عن وجهات نظر تصادم قناعاتهم وأفكارهم التي أعتقدوها وتعودو عليها تجعلهم يرفضون بقوة ما يطرح عليهم من آراء جديدة مخالفة لما كانوا يعتقدون وغالباً ليس لخطأ تلك الأفكار ولكن دفاعاً لا شعورياً عن ما يقتنعون به .
لذلك فإن عملية التمهيد ضرورية جداً قبل البدء في الحديث الجاد لأنها تقلل من حدة مقاومة الشخص لما يطرح عليه من وجهات نظر جديدة مخالفة لما كان يعتقد .
3 . أبدأ بمسلمات وحقائق بديهية أو بأمثلة وعبارات سهلة ومقبولة تمهيداً لما سوف تطرحه .
وتعتبر هذة الخطوة مزيجاً بين التمهيد النفسي والتمهيد لفكرتك وفائدتها أيضاً مثل الخطوة السابقة ولكن بأسلوب أكثر جدية .
وتأكد من استعانتك بالمسلمات والبديهيات التي تمثل القاعدة والأساس لوجهة نظرك التي تريد إقناعه بها .
بعد تلك الخطوة من المفترض أن يكون الشخص الذي تريد إقناعه قد تهيأ نفسياً ووافقك على المسلمات والقواعد التي بدأت بها وعند تلك اللحظة تكون المقاومة التي سوف تصدر منه عند طرحك لفكرتك ومحاولة إقناعه في أضعف حالتها فإذا استشعرت أنك وصلت معه إلى تلك النقطة فأبدأ معه فى المرحلة التالية فوراً .
4 . أعرض فكرتك ووجهة نظرك بكل قوة وبوضوح تام .
تبدأ هذه المرحلة حين تستشعر بأنه الوقت المناسب لطرح فكرتك مباشرة بعد المراحل التمهيدية السابقة وبعد التأكد بأن من تحدثه قد أقر بالمبادىء والمسلمات والقواعد التي بدأت بها قبل طرح فكرتك ووجه نظرك حيث يعتبر أقراره بها يوفر عليك الكثير من الجهد في الرد على اعتراضاته وانتقاداته لفكرتك وتكون قد قطعت أكثر من نصف المسافة للوصول إلى هدفك .
أجعل أسلوبك قوياً في طرح الفكرة وتحدث بكل ثقة ولا تخجل مما تقوله ما دمت على حق فمهما كنت تعرف أن فكرتك تصادم بشدة قناعات من تحدثه فلا تجعل أسلوبك ضعيف أبداً في هذه المرحلة لأنه إذا استشعر انك غير جاد أو متوتر او غير مقتنع تماماً بما تقوله فإن ذلك أخطر ما يجعله يعترض على ما تقوله .
أما بالنسبة للوضوح فلا تجعل كلامك يحتوي على أكثر من معنى أو أن تستعين بمفردات أقل حدة وتفهم بشكل غير الذي تقصده حتى لا تدع فرصة له أن يأخذ شق من الحديث ويركز عليه ويترك الشق الآخر بل اخبره بوجهة نظرك بالشكل الذي لا يدع مجالاً للإستفسار عن ما قلته .
5 . إن كان لك مصلحة شخصية لطرح فكرتك فأخبره بذلك وإن لم يكن لك مصلحة شخصية فبرهن له على ذلك .
عند اتمام المرحلة السابقة غالباً ما يتبادر إلى ذهن من تحدثه سؤال وهو ( وما مصلحته وما الذي سوف يستفيده هو لكي يقنعني بذلك الموضوع ) .
وصدقني إذا لم تكن صريحاً وواضحاً في تلك المرحلة فغالباً لن يصدقك ولن يقتنع بكلامك جملة وتفصيلاً ولا تعتقد أنك يمكنك خداعه حتى وإن كان ليس خبيراً في المجال الذي تتحدث فيه فسوف يشعر بأنه يوجد شيىء غير منطقي أو هناك شيىء غامض أو غير مفهوم وسينشغل عقله فى البحث عن إجابة لتلك التساؤلات وسينشغل عن الفكرة التي تريد اقناعه بها .
فمن الأفضل أن توضح له إن كان لك مصلحة شخصية فليس هناك عيب أو حرج من ذلك فالأفضل أن تخبره أنت بما سوف يعود عليك من نفع بدلاً من أن يدرك هو ذلك من نفسه أو أن يدرك ذلك عن طريقة شخص آخر أو جهة أخرى .
وأما إن كان ليس لديك مصلحة شخصية فوضح له ذلك أيضاً بأدلة قاطعة وبين له سبب محاولتك اقناعه بتلك الفكرة .
6 . أستمع إلى رأيه في فكرتك وسجل في اعتبارك استفساراته وانتقاداته وأجب عليها .
وتعتبر تلك المرحلة هي " التيرمومتر " أو المقياس لدرجة استجابة أو تقبل من تحدثه لفكرتك أو لوجهة نظرك .
ومن خلال ردود أفعاله سوف تدرك ما مدى تقبل الفكرة التي طرحتها عليه .
ركز جيداً فيما يقوله وحلل كل عبارة تصدر منه وحاول أن تدرك ما وراء الكلام .
فكلما كانت استفساراته منطقية ومتعلقة بالموضوع فأعلم أن ذلك مؤشر جيد جداً يدل على أنه فعلاً غير متعصب لمعتقداته القديمة ويريد أن يصل إلى الحقيقة فواصل معه وأجب عن استفساراته وأكشف له ضعف انتقاداته وسوف تصل معه إلى نتيجة جيدة إن شاء الله .
أما إذا كانت استفساراته وانتقاداته غير منطقية أو بعيدة عن الموضوع فذلك مؤشر يدل على أن لديه مقاومة شديدة للإقتناع بوجهة نظرك فحاول أن توضح له أكثر وتخبره أن له مطلق الحرية في الأخذ بكلامك أو عدم الأخذ به ولا تضغط عليه بشدة في تلك الحالة وأختم معه بطريقة مفتوحة بحيث يمكن التحدث في ذلك الموضوع لاحقاً ولا تيأس فقد لا يقتنع من أول مرة .